الكاتب :
التاريخ: ٢٤ نوفمبر-٢٠٢٥       4510

الظهران - النهار
في إطار جهود  مركز اليونسكو الإقليمي  للجودة والتميز في التعليم لتعزيز الابتكار المعرفي والتعليم التحويلي، يشارك بصفته شريكًا معرفيًا في فعاليات برنامج "تنوين " Tanween، التي ينظمها  مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي  (إثراء) في المملكة العربية السعودية. تأتي الكيفية الجديدة للتفاعل من خلال «تحدي الأثر العالمي  (Global Impact Challenge)، أحد محاور Tanween Challenges الذي يجمع نحو 30 مشاركًا من مصممين، مهندسين، معلمين ومبتكرين من مختلف التخصصات، ليعملوا على إعادة تخيل تجربة التعليم في المجتمعات الريفية والنائية للارتقاء برحلة التعلّم حيث يُواجَه التعليم تحديات كبرى في المناطق النائية، بدءًا من قلة الموارد وضعف البنية التحتية، إلى محدودية الوصول إلى مصادر التقنية والألواح التعليمية، مما يشكل حواجز تعيق فرص التعلّم المتكافئة. حيث يدعو تحدي "الأثر العالمي" هذا العام كل من يسعى لإحداث أثر، يعيد تخيل رحلة التعلّم لأطفال هذه المجتمعات. وتطوير الأفكار والمفاهيم الأولية للمشاركين بدءًا من دعم خبراء البرنامج، وصولاً إلى حلول تصميمية مبتكرة ومستدامة تتطابق مع فهم الجانب الريادي، وتمكن من الاستجابة للاحتياجات الخاصة لهذه المناطق.
وأضاف مدير عام  مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم د. عبدالرحمن المديرس أن المركز يسعد بشركاته الفاعلة النوعية مع جميع القطاعات وأنه في إطار شركاته مع مركز  إثراء  قدّم محتوى استشاريًا ومعرفيًا، وعمل على تصميم جلسات مرافقة تسمح للمشاركين بفهم أعمق لمفاهيم التعليم من أجل السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وربطها بواقع المجتمعات الريفية. وذلك من خلال رسالة تحويل القيود في المناطق النائية إلى مصدر انطلاقة نحو التقدّم. وكيف يمكننا تصميم حلول قادرة على جعل التعليم أكثر من مجرد "حق" بل قوة مؤثرة، في متناول اليد، تغير حياة هذه المجتمعات ونحن نؤمن أن كل فكرة واعدة اليوم، هي بذرة لغدٍ أكثر استدامة وعدالة، وأن تمكين العقول هو جوهر رسالتنا نحو التغيير الحقيقي."
من خلال هذا التحدي، تم خلق حلولاً ترتقي بتجربة التعليم، وتمكّن المدارس والطلاب، وتسد الفجوة التعليمية في المناطق النائية.
وأشارت مساعد مدير عام  مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم د. فاطمة رويس أن المركز بدأ مع مركز  إثراء  منذ تصميم الحدث والعمل على طرح التحديات العالمية في ضوء أهداف التنمية المستدامة 2030 حيث يُعد هذا التحدي جزءاً من نسخة Tanween 2025 التي تحمل شعار(تصميم من أجل التسعين في المئة)،   «Design for the 90%» ويركّز التحدي على إيجاد حلول مبتكرة تُلبي احتياجات قطاعات كبيرة من المجتمع التي تقلّ الخدمات الموجهة إليها. وفي سياق «تحدي الأثر العالمي»، يُمنح المشاركون فرصة اختيار مرشد (Mentor) من بين مجموعة من الخبراء، والتعاون معهم على مدار أيام التحدي لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، وتولت لجان التحكيم التي كان المركز مساهمًا فيها دورًا محوريًا في تقييم المشاركات الإبداعية، وتحديد المشاريع الفائزة التي تستحق الانتقال إلى مرحلة التطوير والتنفيذ. حيث ضمت نخبة من المختصين في مجالات التصميم، التعليم، التواصل البصري، التنمية المستدامة، وريادة الأعمال. وكانت مهام اللجنة:
1.تقييم المشاريع المقدمة بناءً على معايير الابتكار، الملاءمة، التأثير، والجدوى.
2.إجراء جلسات تحكيم مباشرة لتبادل النقاش مع الفرق وتقييم أفكارها.
3.تحديد الفائزين من كل تحدٍ في ضوء المعايير الفنية المحددة مسبقًا.
4.ضمان النزاهة والشفافية في جميع مراحل التقييم.
5.تقديم تغذية راجعة بنّاءة للمشاركين لدعم تطورهم المهني والفكري.
وفقًا معايير التقييم: الابتكار والإبداع الأصالة – مستوى الإبداع ، الأثر ملاءمة التحدي – تصميم يركز على المستخدم ، الجدوى فنية – اقتصادية – إمكانية التوسع ، البحث والأدلة الأساس البحثي – التحقق من الفرضيات ، والتواصل الوضوح – التفاعل – التوثيق ، والاستدامة الأثر طويل المدى – توافق بيئي
 لضمان الشفافية وتعزيز القيمة التعليمية للمشاريع المشاركة.
 
وأكدتا الأستاذة هيفاء بن خميس أخصائي بناء القدرات و د. منال العمري أخصائي الابتكار في  مركز اليونسكو الإقليمي  للجودة والتميز في التعليم "إن شراكتنا المعرفية في هذا التحدي تمثّل التزامنا بتحويل التعليم من نقل معلومات إلى تصميم تجارب تعليمية ومجتمعية تُحدث فرقًا. نرى في Tanween منصة مثالية لربط التفكير الإبداعي بالقيم الإنسانية والتطبيق الميداني".
يُذكر أن برنامج Tanween يشمل ورش عمل، جلسات حوارية، معارض تصميم، وتحديات افتراضية على مدار ستة أيام، ويُعدّ منصة إقليمية تجمع مجتمع التصميم والإبداع ضمن مراحل عملية تسعى إلى الإنتاج التجاري أو العملي للمنتجات والحلول الفائزة. 
إن مشاركة  مركز اليونسكو الإقليمي  للجودة والتميز في التعليم كشريك معرفي تعزّز من دوره في إرساء ثقافة التعليم التحويلي والمستدام، كما تمنحه موقعًا استراتيجيًّا داخل شبكة الإبداع العربي والعالمي، وتفتح آفاقًا جديدة لتبادل المعرفة والشراكات الميدانية.