الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٤ اكتوبر-٢٠٢٥       14630

بقلم - عماد الصاعدي 

يُمثل الاهتمام بالغطاء النباتي عنصرًا أساسيًا في حياة الإنسان على كوكب الأرض، ومقومًا رئيسًا لغذائه واستدامة معيشته، لما له من دور تكاملي مع سائر المخلوقات الحية ، ومن المعلوم أن للنبات فوائد جمّة، منها تكوين المراعي الطبيعية، والإسهام في تحسين خصوبة التربة والمحافظة على توازنها البيئي ، غير أن بعض الأنواع النباتية الغازية تنمو خارج بيئتها الأصلية وتنتشر بسرعة، مسببةً أضرارًا بيئية واقتصادية وصحية متعدّدة، وتُعرف بعدة مسميات  ، وقد تم الوقوف على هذه الظاهرة من خلال الجهات والمراكز الوطنية التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة ذات الصلة، مثل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالإضافة إلى مركز وقاء، وغيرها من الجهات ذات العلاقة.
وما دعاني للكتابة في هذا المقال عن  النباتات الغازية  هو الإهداء لكتاب "النباتات الغازية في المملكة العربية السعودية" لمؤلفيه الدكتور عماد موافي و الدكتور عبدالله الشمري وهو الأول من نوعه في المملكة في مجال توثيق وحصر ودارسة وتقييم  النباتات الغازية  ، حيث يضع أسس وخطط إدارتها بما يحافظ على البيئة والغطاء النباتي والموارد الطبيعية، ويبرز كذلك فرص الاستفادة منها واستثمارها في إطار رؤية الممملكة 2030 . 
ومن خلال تصفحي للكتاب والاطلاع على أقسامه وجدت أنه من أفضل الكتب والمؤلفات للباحثِين والمُهتمين بالقطاع الزراعي والبيئي ، وخصوصاً ما تضمن في فصله السادس منه في فرص ومجالات  استخدام واستثمار  النباتات الغازية  والأثر الاقتصادي في هذا المجال الحيوي ، وحماية الموارد الطبيعية لأجيالنا القادمة في تحويل المعرفة إلى سلوك وثقافة لهذه الاستثمارات الوطنية ومنجزات نتفاخرُ بها بين أمم العالم المتقدمة . 
إنّ الدور الإعلامي المُناط هو التوعية بأهمية هذه النباتات وأضرارها المستقبلية وتعزيز التنمية البيئية المستدامة من خلال الإعلام المحلي والعالمي ولا يقتصرَ فقط على النشر الإخباري بل يمتد إلى مدى صناعة الوعي وتغيير السلوك وتشكيل الرأي العام البيئي وجعلِه شريكاً مُحورياً بالتسليط على حجم هذه المشكلة والكشف عن أضرارها المستقبلية لخصوبة التربة واستنزاف الموارد المائية وتدمير المراعي والموراد الطبيعية من خلال الحملات الإعلامية الهادفة ، والبرامج الوثائقية ، والتقارير الميدانية عن المناطق الأكثر تضرراً ، والمزيد من الدراسات البحثية ، والنظرة إلى دعم التخصص الإعلامي في الصحافة البيئية ، وتنظيم أسبوعاً إعلامياً خاصاً بشعار " نباتاتنا مسؤوليتنا " . 
أخيراً لا يزال تأثير برنامج "المزرعة الخضراء " من القناة السعودية الأولى عالقاً في الأذهان من بَثَّه في عصر مجده السابق  ، بل وكان مصدراً لكُل مزارع ومَحَل متابعة أسبوعية وهو إرث من إنجازات التلفزيون السعودي والذي نتمنى أن يعُود بِحُلةٍ جديدة تواكب النّقلة النوعية في مسيرة الإعلام السعودي ضمن برامجه العلمية الهادفة في التحول الوطني للقطاع الإعلامي.