الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٥:٢٥ م-٠٤ يوليو-٢٠٢٥       3575

بقلم- أ. إبتسام الحمدان 

في أروقة المؤسسات والإدارات، وفي ممرات المدارس والمكاتب، نجد تلك الفئة الصامتة التي تعمل بصبر وإخلاص، تتحمل أعباء العمل وتدير التفاصيل الكبيرة والصغيرة دون ضجيج أو شكوى، إنهم الإداريون، جنود مجهولون يقفون خلف النجاحات التي تتحقق كل يوم، ويبذلون جهدًا كبيرًا يفوق أحيانًا إمكانياتهم، ومع ذلك قلّما يجدون التقدير الذي يليق بهم.

لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الإداريين يتحملون مسؤوليات مزدوجة؛ فهم يزاوجون بين العمل الإشرافي والعمل الإداري، ويتواجدون في كل موقع يحتاج إلى تنظيم ودقة ومتابعة، ومع هذا العطاء، تظل رواتبهم محدودة، وعلاواتهم ضئيلة، ومناصبهم دون ما يستحقونه من مكانة.

إن الإداريين هم العمود الفقري لأي إدارة أو مؤسسة، ولا يمكن لأي قسم أو إدارة أن يستمر أو يحقق أهدافه دون جهودهم المتواصلة، ومع ذلك، نجد أن كثيرًا منهم يغيب عن منصات التكريم، ولا يُلتفت إلى ما يقدمونه إلا حين يحدث تقصير أو خلل، بينما الواجب أن يُكافَأوا حين يُحسنون ويُشكروا حين يُنجزون.

ومن هنا، ندعو إلى الالتفات لهذه الفئة المهمة، والاعتراف بدورها الجوهري في تحقيق الأهداف والرقي بالمؤسسات، كما نأمل أن يتم تمكين الإداريين الأكفاء من تولي المناصب التي يستحقونها، وأن يُنظر إلى جهودهم بعين الإنصاف والتقدير.

فالعدل في العمل لا يقتصر على توزيع المهام، بل يشمل أيضًا توزيع الفرص والتقدير والمكافآت بما يتناسب مع الجهد المبذول، وحين يشعر الإداري أن جهده مقدَّر، فإن ذلك ينعكس إيجابًا على عطائه وإخلاصه ويدفعه إلى مزيد من الإبداع والتميز.

ختامًا، فلنمنح الإداريين حقهم من التقدير، فهم يستحقون أن يُعرفوا لا أن يظلوا مجهولين، وأن يُكافَأوا لا أن يُهمَلوا، فهم بحق جنود الإدارة المخلصون، وعنوان نجاحها الدائم.