الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٥٥ م-١٤ ابريل-٢٠٢٥       4345

  في أجواء بحرية تراثية مفعمة بالأصالة والحضور الجماهيري الكبير، تواصلت لليوم الثاني على شاطئ كتارا ، فعاليات مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة – نهّام الخليج 2025، وسط منافسات قوية ومثيرة بين النهامين المشاركين من قطر ودول مجلس التعاون، ومشاهد مدهشة تعيد إلى الأذهان عبق البحر وصوت النهّامين في رحلات الغوص على اللؤلؤ.
حيث تأهل أول أمس (الأحد) عن المرحلة الأولى من الجائزة كل من :" سلطان عمر الكواري من دولة قطر ، ويوسف أنور موسى من مملكة البحرين ، وصالح عبد العزيز دشتي من دولة الكويت " ، حيث جرت المنافسات على مرحلتين رئيسيتين : تضمنت الأولى  “فنون العمل على ظهر السفينة” وأدّى فيها المتسابقون أنماطًا من النهمات المرتبطة بالأعمال الشاقة مثل رفع الأشرعة، سحب المجاديف، جر المراسي، وهي نهمات تعبّر عن التوسل والدعاء لطلب القوة والنشاط، وتحمل أسماء مثل: "الخطفة بأنواعها ،     اليامال، المداوي وغيرها ، فيما تضمنت المرحلة الثانية عن “فنون الترفيه على سيف كتارا” وتميّزت بعروض نغمية من فن “الحدادي” و”الفجري”، وهي فنون تؤدى ليلاً للترويح عن النفس وكسر رتابة الرحلات البحرية الطويلة، ومن أشهر أنماطها "    الفجري، الحدادي الحجازي،  الحدادي الحساوي   
 من جهة أخرى، تواصلت مساء اليوم (الاثنين)  المنافسات بين النهامين المشاركين في مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة "نهّام الخليج" ، حيث تنافس كل من النهامين :" فيصل رفيع العمادي (قطر) ، عبد الله عبد الرحمن ال بورشيد ، عبد الله أنور علي جاسم  (البحرين) ، راكان سالم نجم (الكويت) ، محمد علي خميس السويدي (الامارات) ، مهند بن سعيد الداودي ، سعيد بن جمعة الداودي ( سلطنة عمان ) " .
كما أقيمت ندوة بعنوان “الفنون الإيقاعية بين دول الخليج العربي – فنون الحدادي” قدّمها الباحث عبد الحميد الصقر من دولة الكويت، وتناول فيها الخصائص الإيقاعية لفنون البحر، وأبرزها “الحدادي”، كفن ترويحي كان يؤدى خلال فترات الاستراحة على السفينة ، كما عقدت ندوة بعنوان “فنون العمل بين البحر واليَال" ألقاها المحاضر يوسف آدم من مملكة البحرين، وتحدث خلالها عن دور فنون النهمة في تمثيل مختلف ظروف العمل على السفن، والفرق بينها وبين الفنون البرية.
من جهة أخرى، يصاحب المهرجان مجموعة من الفعاليات التراثية المتنوعة في موقع المهرجان، تشمل مسابقة للرسم الحي، معرضًا للفنون التشكيلية، مسابقة للتصوير الفوتوغرافي، ومعرضًا بحريًا يوثّق تاريخ الغوص والصيد التقليدي.
كما تشهد ساحة المهرجان عروضًا حيّة للحِرف البحرية الشعبية مثل فلق المحار، صناعة السفن، صناعة شباك الصيد، الطواش، صناعة القراقير، صناعة الدين، حبال الصيد، أدوات الغوص، والجبس، وصناعة الخوص. بالإضافة إلى عروض لألعاب الأطفال التراثية ومسابقات ثقافية، وركن خاص بسوق الأكل الشعبي.
  ويمثل فن “النهمة” أحد أبرز ألوان الغناء الشعبي البحري في دولة قطر ودول الخليج العربي، وقد ارتبط بالغوص وصيد اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط. يؤديه “النهّام” على ظهر السفينة ليبث الحماس في نفوس البحارة، ويشجعهم على تحمل مشاق العمل في عرض البحر. وتصل ألوان هذا الفن إلى نحو 13 لونًا، تنقسم إلى: فنون العمل: تُغنّى خلال المهام اليومية على السفينة، و    فنون الترفيه (الفجري): تؤدى ليلاً للترويح عن النفس.
وقد خضعت هذه الفنون لقواعد غنائية دقيقة، خالية من الآلات الموسيقية، وتعتمد على المقامات والصوت والتعبير الشعري، وقد حفظتها الأجيال عبر الترديد والتلقين.
وتأتي هذه الجائزة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” لإحياء  التراث البحري  في الخليج، وتسليط الضوء على الفنون الشفاهية للحفاظ عليها وتعزيز حضورها في وجدان الأجيال الجديدة .