الكاتب : النهار السعودية
التاريخ: ٠٧:٥١ م-١٣ ديسمبر-٢٠٢٤       25850

بقلم -د.لولوه البورشيد

يمثل  التراث الشفهي  جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية لأي مجتمع، فهو عبارة عن مجموعة من القصص، الأساطير، الأغاني، الحكايات الشعبية، والأمثال التي تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الرواية الشفوية.

يعتبر هذا النوع من التراث وسيلة فعالة لحفظ تاريخ الأمم وتقاليدها، كما يعكس تجاربهم ومعاناتهم وآمالهم.

 حفظ التاريخ يساعد  التراث الشفهي  على توثيق الأحداث التاريخية بطرق سردية تسهم في نقلها عبر الأجيال، فالشعوب غالبًا تتعرض للتغيرات السياسية والاجتماعية، ومع ذلك تبقى القصص كحلقة وصل بين الماضي والحاضر.

تعزيز الهوية الثقافية يلعب  التراث الشفهي  دورًا كبيرًا في تشكيل الهوية الثقافية. من خلال الاستماع إلى القصص والحكايات، يتعرف الأفراد على قيمهم وعاداتهم ويشعرون بانتمائهم إلى مجتمعهم.

تنمية اللغة تُعتبر الروايات الشفهية وسيلة تعليمية فعالة لتطوير اللغة ومهارات التواصل. فهي تعتمد على الإبداع والابتكار في استخدام اللغة، مما يعزز من مهارات السرد والتعبير.

نقل الحكمة والمعرفة تحتوي الكثير من القصص الشعبية على حكم وأمثال تستند إلى التجارب الإنسانية. تعكس هذه الحكايات الدروس المستفادة من الحياة، وتساعد الأجيال الجديدة في تعلم قيم مهمة مثل الشجاعة، الصبر، والتعاون.

-الأساطير تحكي الأساطير قصص الآلهة والأبطال، وتعكس معتقدات الشعوب حول خلق الكون والطبيعة.

-الحكايات الشعبية تتميز بحكاياتها الأخلاقية والخيالية، وغالبًا ما تتناول موضوعات الفروسية أو الذكاء أو الصداقة.

-الأغاني تعكس الأغاني تجارب الحياة اليومية، الأفراح، والأحزان، وتُعتبر وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس.

- الأمثال الشعبية تُستخدم الأمثال لنقل الحكمة بشكل موجز ومؤثر، وتعكس التجارب الثقافية والاجتماعية للشعوب.

 تحديات التراث الشفهي 

رغم قيمته الكبيرة، يواجه  التراث الشفهي  العديد من التحديات في العصر الحديث. يشكل التقدم التكنولوجي ووسائل الإعلام الحديثة تهديدًا لهذا التراث، حيث تزداد رواج التأثيرات الثقافية الخارجية. كما أن الأجيال الجديدة قد تفقد التواصل مع هذا التراث نتيجة لانشغالها بالتكنولوجيا.

 الحفاظ على التراث الشفهي

من الضروري تعزيز الجهود للحفاظ على  التراث الشفهي  من خلال:


 ينبغي تسجيل القصص والأساطير والأغاني بشكل يتناسب مع العصر الحديث، عبر استخدام الوسائط المختلفة مثل التسجيلات الصوتية والفيديو.

 إدراج  التراث الشفهي  في المناهج الدراسية لتعليم الأجيال الجديدة عن تاريخهم وثقافتهم.

 تفعيل المجتمعات تشجيع المجتمعات المحلية على نقل  التراث الشفهي  من خلال الفعاليات الثقافية والمهرجانات المحلية.

يشكل  التراث الشفهي  ذاكرة الشعوب وروحها، فهو ليس مجرد قصص قديمة، بل هو تعبير عن الهوية والتاريخ. يجب علينا جميعًا أن نعمل على حمايته والحفاظ عليه، لنضمن استمرارية قصص الأجداد وتقاليدهم للأجيال القادمة.