

بقلم الدكتور| أحمد حساني*
منذ نشأة المملكة العربية السعودية بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وقيادة أبنائه من بعده، يلاحظ أنها قد خطت خطوات واثقة باتجاه التنمية الشاملة والعمل علي تقديم الأفضل، ليس علي المواطن السعودي فحسب، بل علي المستوي العالمي الذي يشمل كافة بقاع الأرض والذي انتقلت بفضله المملكة إلي مصاف دول العالم المتقدمة.
ولقد اتسمت المسيرة التنموية السعودية بالتوازن بين الأصالة والمعاصرة، والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية، حيث تمكنت السعودية من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، خلال مسيرة البناء نفذت المملكة العربية السعودية خطط التنمية الشمولية بنجاح حققت من خلالها قفزات سريعة ونهضة حضارية غير مسبوقة نقلتها إلي مرحلة الانماء السريع وتم خلالها تنفيذ العديد من التجهيزات الأساسية من طرق وموانئ ومطارات ومرافق وخدمات أخري، مما ساعد على اختصار الجهد والوقت في تنفيذ المشروعات العملاقة التي اشتملت عليها خطة التنمية التي تضاعف الانفاق عليها مع ازدياد دخل المملكه من الموارد النفطية.
لقد أصبحت المملكة ملهمة العالم، وقبلة المستثمرين والعلماء والمبدعين والمفكرين، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- وهو المعروف برؤاه الحضارية وبدعمه للتحديث المستنير، وبُعد النظر والحكمة التي يتحلي بها، كزعيمٍ طمح إلى تحويل السعودية إلى بلد متحد وقوي ومعتدل، كان لديه إيمان قوي بقدرات شباب بلاده، وكان على يقين بأن الشباب السعودي، رجالا ونساء، يدرك المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وسيعمل بجد وإخلاص حتى يكون في مستوى ثقته به من أجل مستقبل مشرق للبلاد، وفي غضون بضعة سنوات ومن خلال انطلاق رؤية السعودية 2030، كان عند حسن ظنه به بالفعل عندما حقّق حلمه في تحويل التضاريس الصحراوية للبلاد إلى أرض تنتشر فيها ناطحات السحاب، والمناطق الأثرية الشاهدة علي امتداد لحضارة فتحت الشرق والغرب، والجذر الساحلية، والمشاريع العملاقة، والثورة التكنولوجية الرقمية، وتسجيل متوسط دخل فرد يضاهي المستويات الموجودة في دول أوروبا، بيد أن ثروة المملكة، لا تأتي من ثروتها النفطية الكبيرة فحسب، ولكن أيضا من تنويعها الناجح لمصادرها من الموارد غير النفطية، بفضل اهتمامها بالخدمات المهنية، والخدمات المالية، وازدهار القطاع التكنولوجي وغيره، ما منحها امتيازات وأفضلية مهمة على دول أخرى في المنطقة، ولتتبوأ بذلك مكانةً متميزة كقطب إقليمي عالمي لعدد من الأنشطة الاقتصادية والرؤي المستقبلية.
لقد أكرم الله السعودية برجال تميزوا بصلابة العزيمة وقوة الإرادة وحسن النوايا وصدق القول والعمل فجاءت الثمار الطيبة التي يجنيها المجتمع اليوم نتاجا لغرس أولئك الرجال ومن سار على دربهم من بعدهم، لقد كان النهج الذي خطه القائد المؤسس الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود زايد هو التمسك بأن الاتحاد قوة وأن الشعب السعودي يملك طاقات وكفاءات هائلة تحتاج إلى تكاتف وتعاضد وتماسك فيما بينهم.
لقد امتلك أولئك القادة ما يحتاج إليه مشروع المستقبل من رؤية عميقة وإرادة قوية وصورة واضحة لما هم مقبلين عليه فأدركوا أن الإنسان هو الهدف وهو الغاية وهو المورد الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه فكان لابد من إعداد الإنسان السعودي ليكون هدفا للتنمية مثلما هو غايتها العظمى.
وعلى مدى سنوات ارتفعت صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بان الإنسان السعودي هو هدف التنمية وفي نفس الوقت أداتها وصانعها.
ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان -حفظه الله- عراب الرؤية وحاضرها ومستقبلها، يقود السعودية بشكل يعزز لدي الشعب السعودي الفخر بالانتماء والولاء، لأنه يريد أن يكون كل من يعيش على أرض هذه المملكة يمتلك أجود معيشة يتطلبها الحاضر والمستقبل، تحقيقاً لـ«رؤية 2030» التي ترسم تطلعات المملكة نحو مرحلة تنموية جديدة، غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة، عن طريق اقتصاد قوي ومزدهر، في تحول المملكة إلى واحدة من أبرز دول العالم على مستوى جودة المعيشة وجاذبية الأجانب للإقامة والعمل، الذين تجذبهم الرؤية الجديدة للسعودية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والرياضية.
السعودية العظمى وصلت لهذه المرحلة من الثقة، لأنها القائدة العالمية الصادقة في كل المجالات، فقضية السعودية الأولى هي تطوير البلد في أدق تفاصيله، وما نشاهده الآن على أرض الواقع ما هو إلا بداية لدولة ستكون المتفردة عن كل دول العالم.
*المدير التنفيذي لمركز سعود زايد للدراسات البحثية والسياسية والاستراتيجية.

